ضياءأبونحول مـشـرف
عدد المساهمات : 1613 تاريخ التسجيل : 24/04/2011 الموقع : (إن مرت الأيام ولم تروني, فهذه مشاركاتي فتذكروني وإن غبت ولم تجدوني, اكون وقتها بحاجه للدعاء فادعولى.)
| موضوع: مصر والمجلس العسكري والمستقبل القريب السبت مارس 03, 2012 5:47 pm | |
| ما الذي يحدث في مصر؟ سؤال مع بساطته وقلة كلماته... لكن الإجابة عنه تحتاج إلى خبير في شؤون السياسة ومتخصص في أمور المحن والبلايا، ومتمرس ببواطن الأمور والعلل، وعليم بأهل الفتن ومدبري الكوارث، وأستاذ في فنون المكر والدهاء. نعم نحتاج لكل هؤلاء وغيرهم للإجابة عن هذا السؤال، والسبب أن كل من يخالط المصريين عقب ثورة يناير المجيدة يلحظ وكأنهم ولدوا من جديد، ويجد بداخلهم كميات من الأمل تكفي لتفجير طاقات من شأنها أن تصل بمصر لمصاف الدول الكبرى، ومن يتلمس قوة الإيمان المتأصلة في جذورهم وعقيدتهم يدرك أن الآتي من الأيام أجمل، ويوقن أن هؤلاء المصريين سيتخطون الصعاب، وسيردون على كل من اتهمهم بعدم القدرة على النهوض ببلادهم بعد كل هذا الانهيار الذي أصابها. ولكن في الوقت نفسه من يشاهد كم المؤامرات التي تحاك لهذا البلد، بدءا من مجموعة البلطجية التي دربها النظام السابق على الترويع والتخويف والقتل والتنكيل بكل من يحاول أن يرسي قواعد الاستقرار والأمن، ومرورا بهؤلاء الذين لا يروق لهم أن يروا مصر حرة مستقلة سواء أكانوا أعداء الجوار أم أصدقاء يحبون لمصر أن تعيش مادة أيديها دائما لهم حتى يضمنوا منها الولاء وحسن الطاعة، وانتهاء بتلك الثلة من العجائز الذين يقودون البلد إلى التأخر وهم يظنون أنهم يصنعون لها مجدا. وقبل كل هذا وذاك مجلس عسكري ساقته الأقدار فأصبح مهيمنا على رأس السلطة بعد زوال قائدهم الأعلى، وبدلا من أن ينحاز إلى جانب الشعب ويغسل أخطاءه التي ارتكبها، يوم أن ارتمى في أحضان الرئيس المخلوع حسني مبارك وأصبح ولاؤه له أكبر من الولاء للوطن وحماية ترابه، فراح ينفذ خطته لتقليص عدد الجيش المصري الذي حوله مشيره من جيش مجاهد إلى جيش يعرف من أين يتكسب المال من خلال انخراط قادته في مشاريع «البزنس»، وإشغال عسكره في أعمال الزراعة ومحطات الوقود عمالاً لتعبئة البنزين. أقول لو أن المجلس العسكري انحاز إلى صف الشعب فعلا لا قولا وسلوكا لا شعارا لكان الشعب عن بكرة أبيه طالبه بالبقاء حاكما، لكن ما حصل أن المجلس العسكري اختار أن يكون ضد الشعب فعمل منذ اللحظة الأولى لقمع ثورته ولكن بمسكنات كلما أفاق من واحدة منها أعطاه غيرها، وظل يماطل ويماطل وفي كل مرة يقدم الوطن شهداء وتزداد بحار الدم على أرصفة الميادين التي يطالب المعتصمون فيها بأبسط سبل العيش الكريم. أقول اليوم لهذا المجلس لقد ضيعت فرصة عمرك حين اخترت الرهان على حصان خاسر، وتنازلت بصك عفن عن الشعب الذي وثق بك، وأقول لك انه مهما حاولت أن تئد ثورة هذا الشعب الثائر فلن تستطيع مهما أوتيت من قوة ومهما ازدادت أدوات القمع لديك بطشا، وأقول لك صراحة أنك حتى لو حاولت أن تعيد رمي الزهر من جديد في رهان آخر فلن يسمح لك هذا الشعب لأنه قرر محاكمتك ولكن بعد أن يتخطى كل تلك العقبات التي ألقيت في طريق قطار التغيير الذي انطلق ولن يتوقف قبل أن يزيل من طريقه كل من تاجر به وعبث بمقدراته طيلة هذه السنوات العجاف. وحتى يأتي هذا اليوم قد نرى عشرات آخرين على طريق الشهادة، وقد ينهار جدار في بناء مصر الشامخ، وقد ينام المصريون ليالي أخرى خائفين من كابوس مبارك وأزلام نظامه، وقد تعلو أصوات نشاز من «الرويبضة» فيفتون بغير علم فيجدون وراءهم جهالا يصفقون لهم، وقد نتلمس مجلس شعب متخبطاً لأنه لم يعرف بعد أساليب اللعب السياسي بعد أن قرر ترك مقاعد المتفرجين... قد وقد وقد... ولكن في النهاية أقسم لكم أن هذا الشعب سينهض وسيقتص لشهدائه من قاتليه ولن يقبل ديتهم، وسيشيد هذا الجدار الذي انهار في ذلك البناء الشامخ، وسيغط المصريون في نوم عميق كل ليلة لا يؤرق نومهم كابوس مبارك بعد أن قضوا نهارا في العمل الشاق من أجل رفعة وطنهم، وسيتبخر هؤلاء «الرويبضة» بعد أن يكشف زيفهم علماء يقارعون فكرهم الضال بالحجة الدامغة والدليل القاطع فينفض الناس من حولهم ولا يجدون وراءهم جاهلا، وسيشب مجلس الشعب على الطوق ويرسم خارطة طريق لمراقبة حكومية وتشريعات تجعلهم لاعبين محترفين في عالم السياسة.
عبدالله فهمي
| |
|